بعد فوز ميسي.. معركة العلامات التجارية تنتصر لأديداس

 

مع تتويج المنتخب الأرجنتيني بلقب النسخة الثانية والعشرين من كأس العالم فيفا قطر ٢٠٢٢ بفوزه على نظيره الفرنسي، كان هناك تتويج آخر للفائز في معركة العلامات التجارية للملابس الرياضية التي كان لها الحظ أن تكون الراعية للمنتخب الفائز.

المباراة النهائية بين الأرجنتين وفرنسا، لم تكن فقط بين المنتخبين، ولكنها كانت أيضا مواجهة شرسة بين أكبر شركتين للملابس الرياضية على مستوى العالم، حيث كانت أديداس الراعي الخاص بالمنتخب الأرجنتيني على مدى فترة طويلة، في حين ترعى شركة "نايكي" نظيره الفرنسي.

نشرت شركة أديداس الألمانية للملابس الرياضية الراعية لمنتخب الأرجنتين، بعد النهائي، صورا متعددة لنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في أعمار مختلفة حتى وصوله للقب الذي طالما حلم به، لتكون بذلك هي الفائزة في هذه المعركة المحتدمة مع منافستها الأساسية "نايكي".

أديداس كتبت بعدة لغات عبارة: "لاشيء مستحيل".

لماذا أديداس الرابح الأكبر ماليا؟

الصحفي الأرجنتيني الشهير "ماورو ألبورنوز" ومقدم البرامج الرياضية في شبكة C5N الأرجنتينية أجاب على السؤال في تصريحاته لـ" اقتصاد سكاي نيوز عربية" بالقول إن قميص ميسي نفد تقريبا من كل أنحاء الأرجنتين قبل عدة أيام من النهائي، "فكل الفروع في مقاطعات الأرجنتين المختلفة لا يوجد فيها قمصان ميسي، والسبب في ذلك يرجع لكونها آخر بطولة لميسي مع المنتخب الوطني، والجميع يحاول الحصول على قميصه".

وكان متحدث باسم الشركة قال في تصريحات قبل نهائي كأس العالم، إن أديداس تبذل قصارى جهدها لتلبية الطلب على قمصان نجم كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي قبل إقامة مباراة نهائي بطولة كأس العالم، وذلك بسبب الطلب غير العادي على قمصان الأرجنتين بكأس العالم التي تصنعها أديداس في كافة أنحاء العالم.

ألبورنوز، الذي قام بتغطية المباراة النهائية من ملعب لوسيل، أكد أن الشركة تستفيد ماديا لأن الملايين من المعجبين بميسي حول العالم ينتظرون الآن القميص الجديد ذو الـ 3 نجوم بعدما تُوج المنتخب الأرجنتيني باللقب، متوقعا أن تحقق الشركة أرقاما قياسية في بيع قميص ميسي، ليس في الأرجنتين فقط ولكن في مختلف أنحاء العالم، مضيفا أن هناك من يشجع المنتخب الأرجنتيني من بلاد مختلفة سيسعون بكل تأكيد لشراء قميص منتخب بطل العالم.

وأكد الصحفي الأرجنتيني أن المباراة النهائية بين الأرجنتين وفرنسا لم تكن فقط صراع رياضي بل كان لها بُعد اقتصادي بين شركتي نايكي وأديداس من خلال صدام مبابي وميسي.

وكانت شركة أديداس قد أكدت يوم الجمعة الماضي أن قميص ليونيل ميسي رقم 10 تم بيعه في جميع أنحاء العالم، مضيفة أنه من المستحيل زيادة إنتاج القميص بين عشية وضحاها.

وأعلنت الشركة عدم وجود أي قميص لميسي لكل المقاسات في أي فرع لها حول العالم.

وقال متحدث باسم الشركة لوكالات الأنباء قبل يومين في هذا الصدد إن مبيعات الشركة ارتفعت بنسبة 30 بالمئة في هذه البطولة مقارنة بمونديال روسيا 2018.

وتوقعت الشركة في دراسة لها قبل مونديال 2022 تحقيق مبيعات بحوالي 400 مليون يورو لمنتجاتها الخاصة بمنتخبات كأس العالم على رأسها المنتخبين الأرجنتيني والألماني.

تأتي تلك الزيادة في وقت لم يصعد فيه أي منتخب ترعاه أديداس إلى الدور ثمن النهائي سوى المنتخب الأرجنتيني الذي واصل مشواره حتى النهاية.

وسوف تقوم الشركة الألمانية بوضع النجمة الثالثة على قميص المنتخب الأرجنتيني التي تدل على الفوز بلقب كأس العالم نسخة 2022.

وكانت الشركة ذاتها، قد أعدت العدة قبل نهائي مونديال 2014 في البرازيل، وأنتجت 5 آلاف قميص للمنتخب الألماني مُزين بالنجمة الرابعة، في حال فوزه بالمونديال وقتها وقد حدث بالفعل، فقامت الشركة ببيع هذه القمصان بمبالغ قياسية في نفس ليلة التتويج وهو ما لم يحدث مع منتخب الأرجنتين في مونديال 2022.

لكن أديداس نشرت مساء الأحد على حسابها عبر تويتر صورة لميسي ببدلة رياضية جديدة دون الإفصاح عن أي تفاصيل.

جائزة الهداف لـ "نايكي"!

للمفارقة فإن نجم المنتخب الفرنسي كيليان مبابي حصل على الحذاء الذهبي المقدم من شركة أديداس لهداف البطولة، وهو أحد أبرز النجوم الذين ترعاهم شركة نايكي الأميركية والتي تضع علامتها الشهيرة على قميص منتخب فرنسا.

والمعروف أن جوائز كأس العالم تُقدم من شركة أديداس مثل جوائز: أحسن لاعب في البطولة وهداف البطولة وأحسن حارس مرمى وأحسن لاعب شاب، وأصبح ميسي هو أول لاعب في تاريخ المونديال يُتوج بكرة أديداس الذهبية مرتين في نسختي 2014 و2022.

ورصد تقارير حالة الارتفاع المذهلة في الأسعار على موقع "أديداس إكس" عقب المباراة فيما يخص الحذاء الذي يرتديه ميسي حيث وصل سعره إلى 1500 دولار بعد التتويج باللقب.

لكن على مستوى كرة القدم والأهداف، التي سُجلت في البطولة، فازت شركة نايكي بهذه "المعركة" حيث سجل لاعبو كأس العالم في هذه النسخة 87 هدفا بحذاء نايكي، بينما سجل لاعبون آخرون 51 هدفا بحذاء أديداس، فيما أحرز لاعبون يرتدون حذاء بوما 23 هدفا وسجل لاعبون 5 أهداف بحذاء نيو بالانس فيما سُجل هدفان فقط بحذاء من العلامة التجارية ميزونو.

وتربع كيليان مبابي على قائمة الهدافين بحذاء نايكي بثمانية أهداف تلاه ميسي مسجلا سبعة أهداف بحذاء أديداس.

وارتدت نسبة 49 بالمئة من لاعبي مونديال 2022 أحذية نايكي، فيما ارتدت نسبة 35 بالمئة أحذية أديداس، وارتدت نسبة 12 بالمئة أحذية بوما بينما وزعت نسبة الأربعة في المئة الباقية على علامتي نيو بالانس وميزونو.

أرقام

- صافي القيمة السوقية لشركة نايكي الأميركية حتى 16 ديسمبر ٢٠٢٢ وصلت 166 مليار و19 مليون دولار.

- صافي القيمة السوقية لشركة أديداس الألمانية حتى التاريخ ذاته بلغت 24 مليار و600 مليون دولار.

- صافي القيمة السوقية لشركة بوما الألمانية سجلت 8 مليارات و290 مليون دولار.