تقرير أممي: اليمن أكثر دول العالم تعرضا لتغير المناخ و77% من النازحين وحوادث الصواعق المتزايدة هذا العام مرتبطة بتأثيراته
أكد تقرير أممي، أن اليمن من بين أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ والأقل استعدادا للصدمات المناخية؛ مما يسرع حالات الطوارئ، ويزيد حدة وتعقيدات الأزمة الإنسانية المتزامنة مع الصراع المستمر منذ سنوات.
وقال التقرير الصادر مؤخرا عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "الأوتشا"، إن اليمن يعاني من تفاقم آثار تغير المناخ، حيث تؤدي الكوارث الطبيعية الناجمة عنه إلى زيادة التحديات الموجودة مسبقا للأزمات، كما أن هذه الكوارث تشكل تهديدا كبيرا لحياة العديد من المجتمعات المحلية وسبل عيشها ورفاهها.
وأضاف التقرير أن "الفيضانات الناجمة عن التغيرات المناخية كانت السبب الرئيسي في نزوح ما نسبته 77% من إجمالي أكثر من 300 ألف شخص نزحوا حديثا أو بشكل ثانوي في البلاد، خلال الفترة بين يناير ونوفمبر 2023م.
وأشار التقرير إلى ظروف الشتاء شديدة البرودة، والتي تؤثر على مئات الآلاف من الأفراد الذين يعيشون في المرتفعات الجبلية، وما تعانيه البلد من الإجهاد المائي وتحديات ندرة المياه والتصحر الناجم عن الضغط الزراعي والجفاف المتكرر والجراد الصحراوي الذي يهدد بشكل متكرر سبل العيش القائم على الزراعة والأمن الغذائي.
وقال مكتب الأوتشا، إنه "وفقا لمؤشر معرفة المخاطر في تغير المناخ (2022) يحتل اليمن المرتبة الثالثة عالميا بعد الصومال وجنوب السودان من بين أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ والأقل استعدادا للصدمات".
وأضاف: "في السنوات الأخيرة شهد اليمن زيادة في عدد، وفي شدة الأعاصير ووفقا للملف القطري لمخاطر المناخ في اليمن الصادر عن البنك الدولي، زادت الأعاصير في بحر العرب بنسبة 52 في المائة من حيث التوتر و80 في المائة في مدتها، وزادت شدتها مقارنة بالعقدين السابقين".
وتابع: "كان إعصار تيج أحدث مثال لهذا النمط المدمر، حيث ضرب اليمن في أواخر أكتوبر، وجلب معه سيول ورياح قاتلة، مما أثر في أكثر من 18 ألف أسرة في محافظات المهرة وحضرموت وسقطرى، وأجبر آلاف الأسر على النزوح، ودمرت الأمطار والرياح القوية مساكن الناس، إضافة إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية العامة بما في ذلك مرافق الرعاية الصحية وإمدادات الكهرباء وشبكات المياه، وأدى إلى تعطيل الوصول إلى الخدمات الأساسية، وبروز حاجة كبيرة للمساعدة".
وأوضح التقرير ن تغير أنماط هطول الأمطار يشكل تحديا آخر مرتبطا بالمناخ في اليمن، حيث يتسبب هذه التغييرات إما في عدم كفاية الأمطار؛ مما يؤدي إلى الجفاف أو زيادة هطولها، مما يؤدي إلى فيضانات وتشريد الأسر والتأثير على القطاع الزراعي.
وذكر أن "البلاد تعرضت من يناير إلى يونيو لطقس جاف ينذر بالمخاطر؛ مما جعل عام 2022 ثالث أكثر الأعوام جفافا في العقود الأربعة الماضية، وفي هذا العام بدأ موسم الأمطار بشكل ملحوظ في وقت أبكر من السنوات الماضية، مما أدى إلى هطول أمطار غزيرة وسيول أثرت على أكثر من 800 ألف شخص".
وتطرق التقرير إلى تفاقم المخاطر التي يتعرض لها المدنيون بسبب الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب التي يتم إزاحتها ونقلها بمياه السيول.
وأكد أن "موسم الأمطار هذا العام شهد نمطا جديدا من حوادث العواصف الرعدية المتزايدة والمرتبطة بالتغير المناخي مما أدى إلى وفاة العشرات، وفي محافظة حجة وحدها لقي ما يقرب 45 مدنيا حتفهم بشكل مأساوي بسبب الصواعق الرعدية"، وفقا للتقرير.
ليست هناك تعليقات